في فضيحة مدوية هزت الأوساط الإدارية بالمغرب، كشفت تحقيقات الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس عن تورط مسؤولين كبار في شركة العمران الشرق في قضية اختلاس وتبديد أموال عامة تُقدر بمئات الملايين من الدراهم.
وفقًا للمعطيات المنشورة، تورط المدير العام السابق لشركة العمران الشرق، زكرياء الأزرق، إلى جانب المدير المالي عبد الخالق أمنيح، والمدير التجاري محمد وسير رافعي، في اختلاس أموال مخصصة للمشاريع العمومية. وأظهرت التحقيقات أن المبالغ المختلسة بلغت 198.59 مليون درهم، بينما وصل حجم الأموال المبددة إلى 412.23 مليون درهم، مع تسجيل خصاص كبير في صندوق عمليات “MOD” بقيمة 610.08 مليون درهم، حيث تبقى فقط 1.75 مليون درهم في الحساب البنكي الخاص به.
أبرم المدير العام السابق، زكرياء الأزرق، عدة اتفاقيات مع إدارات وجماعات ترابية لتنفيذ مشاريع بنية تحتية، لكن التحقيقات أكدت أن الأموال تم تحويلها إلى صفقات مشبوهة لا علاقة لها بالأغراض الأصلية. أبرز المخالفات تمثلت في:
تسبيقات مالية بقيمة 24.75 مليون درهملمشاريع سكنية لم تكتمل.
شراء أراضٍ بقيمة 59.43 مليون درهمدون احترام الإجراءات القانونية.
توجيه الأموال المخصصة للبنية التحتية إلى مشاريع وهمية أو متعثرة.
كشفت التحقيقات أيضًا أن المدير المالي عبد الخالق أمنيح والمدير التجاري محمد وسير رافعي كانا على علم بالتجاوزات، حيث:
لم يقدما تقارير إشعارية حول صرف المبالغ المالية.
تورط رافعي في تسجيل عقارات بأثمنة تفضيلية لصالح أقاربه ضمن عمليات تلاعب عقاري.
استُخدمت الرشوة لتعطيل صرف مستحقات بعض المقاولات التي أنجزت أعمالها.
اعترف زكرياء الأزرق بعدم الالتزام بالتوجيهات الإدارية وحاول التملص من المسؤولية، مبررًا الخصاص المالي بمبالغ غير مبررة. ومع ذلك، أكد الوكيل العام للملك بفاس أن التحقيقات لا تزال جارية، مع وعود بتقديم جميع المتورطين إلى العدالة لمحاسبتهم على التهم الموجهة إليهم، والتي تشمل اختلاس وتبديد أموال عامة، والتلاعب في الصفقات العمومية، واستغلال النفوذ.
تأتي هذه الفضيحة لتكشف حجم الفساد المستشري داخل بعض المؤسسات العمومية، مع دعوات متزايدة لتعزيز آليات الرقابة والمحاسبة على الأموال العامة. كما أثارت القضية استياءً شعبيًا واسعًا نظرًا لحجم المبالغ المختلسة وتأثير ذلك على التنمية المحلية والمشاريع العمومية.
تبقى الأنظار موجهة نحو القضاء لمعرفة مصير المتورطين في هذه القضية التي تُعد واحدة من أكبر ملفات الفساد التي عرفتها المنطقة.
أضف تعليقك أو رأيك